من حضرموت ومن مديرية غيل باوزير نرحب بك زائرنا الكريم في موقعنا ونرجو لك زيارة حميدة ومعلومات مفيدة

هذا الموقع بني لأجل نفع المسلمين عامة وللمساهمة في تعليم الناس الخير بالمستطاع ، وتزيد فائدته بملاحظاتكم ومقترحاتكم فنسأل الله أن ينفع به .. علماً أن جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع

الخميس، 23 فبراير 2012

أسرار العربية في طبعة جديدة


صدر عن دار البينة كتاب (أسرار العربية للأنباري) وهو من الكتب المهمة التي مضى على صدورها عقود، وقد اعتنى به المحقق العلامة محمد بهجة البيطار عضو المجمع العلمي العربي آنذاك، مجمع اللغة العربية اليوم، وهو أحد علماء اللغة وأساتذتها الأجلاء، أما الكتاب فهو من الكتب التعليمية سهل المأخذ، موجزة العبارة، ويمكن أن يكون الكتاب صديق الطلاب والأساتذة والمحققين في الوقت نفسه.
جاء الكتاب في 414 صفحة من القطع المتوسط، وحافظ مراجع الطبعة الدكتور ممدوح خسارة عضو المجمع على كل ما في هذا الكتاب، مع إشارات إلى أن جميع الحقوق محفوظة للمجمع، وعبارة إلى ضرورة الإذن الخطي من المجمع في زمن العولمة والحاسوب!
يبدأ الكتاب بفهرس الموضوعات وجاءت كما لي:
علم ما الكلم، الإعراب والبناء، المعرب والمبني، إعراب الاسم المفرد، باب التثنية والجمع، باب جمع التأنيث، باب جمع التكسير، باب المبتدأ، باب خبر المبتدأ، باب الفاعل، باب المفعول، باب ما لم يسمّ فاعله، باب نعم وبئس، باب حبذا، باب التعجب، باب عسى، باب كان وأخواتها، باب ما، باب إن وأخواتها، باب ظننت وأخواتها، باب الإغراء، باب التحذير، باب المصدر، باب المفعول فيه، باب المفعول معه، باب المفعول له، باب الحال، باب التمييز، باب الاستثناء، باب ما يجرّ به في الاستثناء، باب ما ينصب به في الاستثناء، باب كم، باب العدد، باب النداء، باب الترخيم، باب الندبة، باب لا، باب حروف الجر، باب حتىً، باب مذ ومنذ، باب القسم، باب الإضابة، باب التوكيد، باب الوصف، باب عطف البيان، باب البدل، باب العطف، باب ما لا ينصرف، باب إعراب الأفعال وبنائها، باب نواصب المضارع، باب حروف الجزم، باب الشرط والجزاء، باب المعرفة والنكرة، باب التصغير، باب النسب، باب أسماء الصلات، باب حروف الاستفهام، باب الحكاية، باب الخطاب، باب الألفات، باب الإمالة، باب الوقف، باب الإدغام.
يلاحظ من الأبواب شمولية هذا الكتاب وسهولة تناوله، فهو عام في العربية، ولا يحد بالنحو، ففيه قضايا لغوية وصرفية ونحوية وفوائد يمكن أن تكون رفيقة الباحث في كل لحظة، ومن هنا تكمن أهمية الكتاب، وقلما نجد كتاباً عاماً بهذا الشكل لمؤلف من هذا الوزن.
لذا كان من الضروري أن ينشر الكتاب، وأن يصدر مجدداً، ولكن لهذا الكتاب قصة أتمنى أن يتسع لها صدر المجمع، وأنا أعرف من علاقتي الوطيدة بهم وبالمجمع أنه يتسع، فهم مشايخ اللغة وسدنتها، والشيخوخة مكانة أعطتهم الحلم وتقبل أسئلة الآخرين.
أسعدتني فكرة مجمع اللغة العربية بدمشق التي تقضي بإعادة طبع منشورات المجمع السابقة، التي مضى عقود على نشرها ونفادها من أيدي المتخصصين، ولكنني كنت أقف عند عدد من القضايا الشائكة في هذا الشأن، ولم أشأ أن أتحدث عنها إلا بعد أن توسع الأمر، فبعد دار صادر- بيروت التي انتقت من المطبوعات ونشرت فأفادت واستفادت، وأعطت لذاتها صفة علمية عالية بهذه الإصدارات لا يعرفها إلا المعتني بالتراث وطبعاته جاء دور دار البينة بدمشق، واختيار دار دمشقية فيه الكثير من الصوابية، ولكن القضايا التي وقفت عندها لا تزال تشغلني، وزاد منها صدور كتاب أسرار العربية للأنباري بتحقيق محمد بهجة البيطار.

قضايا بحاجة إلى إجابات
إن أي كتاب يطبع تباع حقوقه مدة زمنية محددة إن لم يكن البيع قطعياً أو العمل في الكتاب بالتكليف، والهيئات الرسمية تأخذ الحقوق مدة من الزمن لتعود حقوق الطبع إلى المؤلف، فما حال إصدارات المجمع؟

أتساءل لأنني أعتب على المجمع أن يفعل هذا بعضوين من أعضائه الراحلين، وإن كان يفعل ذلك بأعضائه فما بالنا بالآخرين؟ والعضوان هما العلامة محمد بهجة البيطار، وأستاذنا الجليل الراحل عاصم بهجة البيطار ابنه وعلامة النحو والتدريس في زماننا.. وربما كان من باب المصادفة البحتة أنني تابعت عمل أستاذي عاصم البيطار في أسرار العربية، فقد أعاد خدمته وتنضيده وتصحيحه، وقد شاركته المراحل الأخيرة من انجازه ليصدر الكتاب في حلته الجديدة قبل وفاته بشهور.. الأستاذ عاصم عضو مجمع، ولو كان يعلم أنه لا حق له في الكتاب ما خدمه، ولو لم يكن له الحق لاعتراض المجمع! فكيف يتم إصدار مثل هذه الطبعة؟


وهنا من حق القارئ أن يسأل عن نوع المراجعة التي تجعل أحدنا يشارك المحقق في عمله وجهده بعد كل هذه السنوات، وهو من هو- كلاهما- في العلم والفضل، وأظن أن التقدير الأكبر كان بالعناية بالكتاب دون أن نشارك المحقق إن لم يكن لنا من دور خطر أعاد التحقيق!
وهنا أبقى عند ملاحظاتي العلمية، ولكن ما ننتظره من المجمع أن يسوّغ التصرف في الحقوق، وإن كان ذلك في النصّ، وإن لم يكن محدداً بزمن، وإن كان كذلك فليحاسب كل الذين أعادوا طبع مطبوعاتهم المجمعية من ديوان ذي الرمة وحتى سفر السعادة وأسرار العربية... أما مثل هذه الفوضى المشروطة بعبارات غير ملزمة فهي مضرة بمؤسسة المجمع قبل غيرها. كل ما طبع في مؤسسات رسمية وخاصة ضمن الشروط المعروفة عادت حقوقه إلى مؤلفيه أو محققيه بعد سنوات محددة، فهذه دواوين الطرماح وابن مقبل أعاد د. عزة حسن طبعها وهي مطبوعة في وزارة الثقافة، وهذا كتاب الكليات للكفوي بتحقيق وليد قصاب ومحمد المصري طبع بعدها، ولم تقم الوزارة بحصر الحق في نفسها.. وما الفوائد التي خباها المجمع المؤسسة والقارئ المتابع؟
نحن بانتظار رأي المجمع لنشره وإزالة هذا الإشكال، وأكون شاكراً إن جاء رد على قضية الحقوق أو حتى الرأي العلمي في مسوّغات المراجعة وغيرها. 2 – أشير إلى الطبعة الأولى عام 57 وهذه الطبعة، وأغفلت الطبعة الثانية التي اعتنى بها الجليل عاصم بيطار، وكان حرياً بالمجمع والدار الناشرة أن يشيرا إلى هذه الطبعة لتكون الطبعة الحالية هي الثالثة، إلا إذا كان المعتني بالطبعة تلك لا يستحق أن يشار إليه وإلى علمه، وأزعم أنه ما من مجمعي لا يحتفظ بنسخة من تلك الطبعة، كما إنها موجودة حتماً في مكتبة المجمع، وإن لم تكن فلتقصير مجمعي بحق أعضائه. 3 – خفف من الاستهجان أن هذه الطبعة صدرت بعبارة (راجع هذه الطبعة الدكتور ممدوح خسارة عضو المجمع) فعدت مباشرة إلى أستاذي الراحل، وتذكرت أنه عندما اعتنى بالطبعة الجديدة اقترحت عليه مراجعة قضايا عديدة في التحقيق، ومنها تخريج الشعر، لكنه أبى وحذف كل التخريجات، فقلت لعل هذه الطبعة تجاوزت الأمر، فعدت إلى شعر للفرزدق كنت قد وقفت عنده مع أستاذنا، فوجدت الأمر على ما تركه محمد بهجة البيطار فلا تخريج ولا ما شابه، وحتى النقول النحوية بقيت دون إشارة إلى المصدر والصفحة!! ص146 وكذلك الأمر مع شعر صخر الغيّ لم يخرج الشعر من المجموع الشعري، واكتفي بلسان العرب للشعر، وبالأعلام للتعريف به! ص162. 1 – أسرار العربية صدر عام 1957م وبعد حوالي ستين عاماً قضاها تصور نسخة هنا، وأخرى هناك يصدر مجدداً عام 2011م، ومعه عبارة (بتصريح من مجمع اللغة العربية) وهذا أمر حسن ولكن هل يملك المجمع حقوق هذا الكتاب إلى الأبد؟ وإن كان أمر الحقوق هكذا ألا يستشار الورثة؟

إسماعيل مروة  
المصدر:صحيفة الوطن

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومشاركتكم